الذكاء الإصطناعي وتساؤلات مشاري الذايدي - مقال صوتي cover art

الذكاء الإصطناعي وتساؤلات مشاري الذايدي - مقال صوتي

الذكاء الإصطناعي وتساؤلات مشاري الذايدي - مقال صوتي

Listen for free

View show details

About this listen

الذكاء الاصطناعي وتساؤلات مشاري الذايديللكاتب محمد الجدعيفي مقالٍ نُشر للزميل الكاتب والإعلامي المعروف مشاري الذايدي في جريدة «الشرق الأوسط» قبل أيام، بدأ مقاله بسؤال مهمّ: هل الذكاء الاصطناعي محايدٌ في معلوماته وتفسيراته وصياغاته بشكلٍ مطلقٍ متجرِّد؟! الحقيقة أن سؤاله هذا، وما جاء في مقاله ككل، يصلح لأن يكون افتتاحية قوية لنقاش أكبر حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ومحدوديته أمام العاطفة الإنسانية الحقيقية.وأقول: لا شكّ أن الذكاء الاصطناعي بقدراته الخارقة على معالجة المعلومات، يمكنه أن يُنتج نصوصاً أدبية ويحاكي أساليب مختلفة، لكنه يظل عاجزاً عن «الإحساس» بالمشاعر البشرية كما يشعر بها الشاعر المفجوع، كعب بن سعد الغنوي، حين يرثي أخاه بحرقةٍ تمزّق الروح! قد يستعرض الذكاء الاصطناعي المرثية، يُحللها بلاغياً، يستنتج مواضع القوة فيها، لكن هل يستطيع أن يشعر بنبضها الداخلي، أن يعايش فقدان الأخ كما عاشه كعب؟ أبداً.المعضلة الكبرى ليست فقط في الذكاء الاصطناعي كمُنشئ للنصوص، بل في توجيهه، في المعلومات التي يلتهمها ليعيد تقديمها. وهذا يقودنا إلى أزمة «التوجيه البرمجي» و«التحيز الرقمي»، كما ظهر في خطأ روبوت «ميتا» الذي تسرّب له أن ترامب هو الرئيس، قبل أن يتولى الحكم فعلياً!أحد خبراء شركة ميتا، «يان لوكان»، يصف الذكاء الاصطناعي بأنه «لم يتجاوز بعد مستوى ذكاء قطة»! انتهى كلامه. الذكاء الاصطناعي اليوم طفلٌ صغير وذكي جداً، والداه (المبرمجون والممولون والمنصّات الكبرى) هم من يقرّرون أي نوع من المعرفة يُسمح له بتعلّمه. فهل المعرفة التي تُغذّيه بها «ميتا» أو «غوغل» أو «أوبن أي آي» تمثّل كل الطيف البشري؟ وهل هي خالية من التحيزات السياسية والأيديولوجية؟ بالطبع لا. الذكاء الاصطناعي، رغم دقته المتزايدة، يظلّ مرآةً لمن صنعه وبرمجه. قد يكون مفيداً في الطب والهندسة، لكنه لن يكون بديلاً عن وجدان شاعر مفجوع، ولا عن ساردٍ يكتب بقلبه قبل قلمه. التكنولوجيا رائعة، لكن لا ينبغي أن نتركها تصادر إنسانيتنا!الدكتورة ميلاني ميتشل، وهي عالمة الحاسوب في جامعة بورتلاند، تقول إن ما نرصده اليوم «ليس سوى معالجة متقدمة للبيانات، ولا يمت بصلة إلى فهم حقيقي لما يجري حولنا»، كان هذا ردا منها على نقاش عالمي حول طبيعة الذكاء الاصطناعي وحدوده. فما نراه اليوم هو خوارزميات برمجة قوية لكنها فاقدة لأي وعي حقيقي. قد يتمكن الذكاء الاصطناعي من كتابة مقالٍ حماسي أو قصيدة بلاغية، لكنه لن يعرف يوماً ألم الفقد، ولن يذرف دمعة حقيقية على أخٍ راح ولن يعود.حقيقة الأمر أن النماذج الذكية الحالية، مثل النماذج اللغوية الكبيرة ChatGPT وDeepSeek وغيرها، أثبتت قدرتها على تحليل مليارات البيانات، تنفيذ الحوارات، وحتى إنتاج أعمال فنية. لكنها، رغم كل ذلك، تظلّ أدوات تعمل داخل حدودٍ ضيقة، ولا تمتلك المرونة أو الوعي بالعالم المادي. ببساطة، نحن نتعامل مع «ذكاء اصطناعي» ذكي في الظاهر لكنه محدود، يفتقر إلى التخطيط، فهم المشاعر، أو التكيف مع مواقف غير مألوفة.لكن ماذا عن المستقبل؟ الدكتور ستيوارت راسل من جامعة بيركلي يحذّر من تسارع التطور التقني الذي قد يجعل من الصعب التنبؤ بما هو قادم. فمنذ سنواتٍ قليلة، كانت هذه النماذج عاجزة عن التعرف على الصور البسيطة، واليوم باتت تنتج مقالات ...
No reviews yet
In the spirit of reconciliation, Audible acknowledges the Traditional Custodians of country throughout Australia and their connections to land, sea and community. We pay our respect to their elders past and present and extend that respect to all Aboriginal and Torres Strait Islander peoples today.